( يدبر الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحيل ) قصة حقيقية :

 
( يدبر الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحيل ) قصة حقيقية :

( يدبر الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحيل )
قصة حقيقية :

أحد الأشخاص الأثرياء وهو صاحب مجموعة محلات مشهورة يقول :
اشتغل عندي بائع شاب من حوالي عشرة سنوات في فرع من فروعي ..
كان عندي فرعين في نفس البناء، فرع أحذية مع شركائي، وفرع ملابس لوحدي
شركائي كانوا يرجونني أن أخد هذا الموظف من عندهم وأضعه في المحل عندي ليرتاحوا منه، لا هم قادرين أن يقطعوا رزقه، ولا هم يرون منه أي فائدة تُرجى !!
كان هذا الموظف هادئ، وقليل الحيلة، وقليل المواهب !!
لكنه أخ مستقيم جداً، ملتزم جداً، طيبته شديدة، وأدبه جمّ .
المهم أخذته من عندهم ووظفته في الفرع الذي أنا فيه، وجعلته مديراً للفرع .
بعد مدة أخطأ هذا الشاب خطأً بسيطاً وتافهاً جداً، لكني كنت في مرحلة الطغيان، والإعتداد بالرأي، والإنفراد بالقرار، والغباء الإداري،
فصممت أن أطرده !!
لم يبق إنسان إلا وتواسط لدي من أجله، كلهم تشفّعوا له، ولكن دون جدوى !!
فصلته من العمل بحجة أنه قليل الحيلة، وضعيف المواهب، وصفر في الإمكانيات المالية، هكذا كنت أراه .
الكلام هذا كان تقريباً منذ حوالي 8 سنوات ..
بعد ثلاث سنوات من طردي له، عرفت أنه أصبح عنده 6 محلات ملابس، واشترى سيارة، واصبح من مشاهير مجال هذا العمل، واسمه كالذهب الناصع، يثق به كل الناس !!
فقلت في نفسي : سبحان الله، الآن فقط فهمت لماذا فصلته من العمل !!
لم يكن هناك سبب عظيم كي أصرّ على طرده، لم يفعل هذا الشاب شيئاً يستحق فصله، كنت أستغرب دائماً من إصراري على أن يترك العمل عندي، بالرغم من أن هناك موظفين لدي فعلوا أفعالاً سيئة أكثر منه بكثير ولم أقم بفصلهم !!
ورغم أن هذا الشاب كان أميناً ومهذباً ومستقيماً،وكان بيني وبينه محبة وثقة متبادلة، ولكن إصراري على فصله كأنه رغماً عني !!
قلت في نفسي : إن الله عزّ وجل قد أعدَّ له مساراً آخراً في حياته، وقد جاء وقت ذهابه من عندي فكان ينبغي له أن يمشي بأي طريقة، حتى ولو طرداً، حتى ولو أن يُلقى في الشارع .
هذه ليست نهاية القصة، وليست أعجب ما فيها
الأعجب، أنه أصبح تاجراً كبيراً جداً وذو سمعة طيبة
والأعجب أيضاً، أنني احتجت له يوماً ما فوقف بجانبي ولم يخذلني
والأعجب أنه لم يُذكّرني بما فعلته معه، ولا عاتبني، ولا لمّح لي ولو بتغيير في نبرة صوته
يعاملني كأنني مازلت صاحب المحل الذي يعمل هو فيه !!!!!
والأعجب إنه لم يفقد ذرة من التزامه وتدينُّه واستقامته !
يكفي أن أقول لكم :
إن أهم شهر في حياة تاجر الملابس والأحذيه هو شهر رمضان، هذا الشهر يعادل السنة كلها،
وأهم عشر أيام في رمضان بالنسبة لنا كتجار ملابس وأحذيه هي العشر الأخيرة ..
في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان التليفون لا يهدأ من الإتصالات، والمبيعات في أوجها، والأرباح كبيرة !!
أما صاحبنا هذا يغلق هاتفه في العشرة الأواخر من رمضان ويذهب إلى العُمرة !!
هل تخيلتم هذا ؟!!!!!!
دخوله على الواتس اب قليل، وليس لديه فيسبوك، فأرسلت له مرةً رسالة عن حالة شخص فقير من قرية في محافظته، وطلبت منه أن يستوثق من الحالة ؟
لو أي إنسان آخر كان احتاج مني اتصالين أو ثلاثة، أما صاحبنا هذا وجدته ثاني يوم في الصباح يكلمني من عند الرجل الفقير !!
ملتزم بتكبيرة الإحرام إلتزاماً عجيباً
ساعة يسمع الأذان ينتفض من مكانه .
الخلاصة أنه إنسان مستقيم استقامة تامة !!
وصدق سبحانه إذ قال :
﴿ ومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾
( يدبر الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحيل )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

صباح اليقين بأن رحمة خالقنا أوسع من متاعب الدنيا وشقائها .. صباح السعادة لكل قلب لا يحمل إلا الحُب لمن حوله

وفاة مشهور توك توكفي عصام الليبي إثر جلطة قلبية أثناء إجرائه لعملية قلب مفتوح. في المانيا إ