خربة أدميث ...هنا كان لنا بيت
تقع خربة أدميث قرب الحدود اللبنانية الى الجنوب الشرقي من كيبوتس حانيتا والشمال الغربي من كيبوتس ايلون والجنوب الشرقي من قرية علما الشعب اللبنانية عند خط عرض5\23 وخط طول 14\35 .تم ترحيل سكانها في اواخر السبعينات وبداية الثمانينات في غفلة من الزمن,بلغ عدد سكانها في حينه اكثر من 400 نسمة
قبل كل شئ اريد أن اقول لكم من هي ادميث كم هي جميلة وساحرة
خربة ادميث تقع في اجمل بقعة على وجه الارض يكفي انها جارة اقرث المعذبة الموعودة تطل عليها عنذ شروق الشمس وتودعها عند الغروب اذا ما عاتبتها انقاض البصة اناحت بوجها لجبال صنين شاكية باكية ولسان حالها يقول ::::
ما يجي شي من الغرب يسر القلب يعد خراب البصة
اه يا من هذا المنظر الخلاب الذي ياسر الالباب التي تتمتعين فيه يا قريتي الحبيبية
ارى اطلال ادميث تطل شامخة وهي عبارة عن بعض الدور الحجرية القديمة والتي عاقبنها يد الهدامون وتركتها شاهدة على ما حل بقريتها " واعود وافتح عيناي في اعلى قمة لادميث فاحسد الاموات على هذه السكنة الابدية ولسان حالي يقول :لقد طردونا احياء وها نحن نتمدد ونتجدد امواتا فلماذا اذن ؟ يسمحون لنا بالموت هنا؟ ويحرموننا حق الحياة
بين انقاض بيوت ادميث المهدمة واشجار التين الباسقة تعيش ادميث على ذكريات احيائها بانتظار قدومهم اليها امواتا للسكنة الابدية وهي رائعة كعروس في يوم عرسها متلألئة كالنجوم في السماء حالمة كجدول ماء ساحرة كاسطورة من الخيال ومع ذللك كم هي حزينة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واسباب حزنها والامها كثيرة بكثرة الذكريات التي تعيش في قلوب ابنائها والذكرى التي رسخت في قلبي وعقلي ولا تفارقني ابدا هي يوم هدمت الجرافات البراكية التي كنا نسكنها في ادميث
لم اعد اذكر في ذلك اليوم المشؤوم سوى قتل احلامي دونما رأفة وبقسوة شديدة لا تعرف الرحمة
في ذلك اليوم الذي لن انساه ابدا اواخر صيف منتصف السبعينات من القرن الماضي أنتابني الخوف وانا ارى جموع الناس يتجمهرون حول بيتنا لا براكيتنا المتواضعة المهدومة هدمت هذه البراكية الجميلة الصغيرة سوتها هذه الجرافات الصفراء الوحشية تقريبا بالا رض
كانت الوجوه عابسة حزينة وكنت ابحث عن أي شئ يحدد لي المكان ويرشدني الى الماضي القريب البعيد وسمعت صوتا يناديني ابتعد ابتعد فلقد كان الحائط الغربي لم يسقط كليا رغم وحشية الجرافات ولا ادري كيف امسكت بيدي ذلك الحائط الخشبي محاولا انقاذه وابقاءه مسنودا كي لا يسقط وفشلت كل محاولاتي الجادة البريئة وسقط الحائط فبكيت بمرارة ونظرت الى هذا البيت البسيط كيف تحول الى كومة اخشاب وهيكل اسمنت فارغ وصامت
وسط هرج ومرج نوح وبكاء الحضور كانت الريخ تهب على نوبات متقطعة من جهة البحر فتعيد الامل الى الوجوه اليائسة البائسة التي هالها المنظر المقزز للوحشية والكراهية
ثم هبط الليل بعد حرارة النهار الملتهبة وضجيج الجرافات الهادمة الذي لا يزال يصن في الاذان خيل الي انني اعيش في مكان اخر بعيدا جدا واحسست برعشة تسري في جسدي لم تكن بسبب البرد بل من الحزن والغضب وسألت نفسي ؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟؟؟ الكل كان يعرف الاجابة لكن الصمت بدا اكثر الجميع تكلما ونطقا
معادلة بسيطة عرب اكثر على ارض اقل هذه الحقيقة المرة لم تبدا المعادلة بادميث ولن تنتهي بها والنتيجة اننا دفعنا الثمن الغالي ثمن باهظ لسياسة ظالمة -----وبدأ الرحيل او الترحيل من أدميث نزح اهلها انتقلوا هجروا شردوا اختر ما شئت فالنتيجة واحدة ---ودفع اهلها الثمن غاليا في البداية كانوا افرادا ثم ازواجا ثم جماعات الى مجمع للبدو في العرامشة كي تكونوا باحسن حال هكذا قالوا : فانتم بدوا رحل كانوا يقولونها بضحكات خبيثة وبنشوة انتصار متعجرفة : اذهبوا للعرامشة فهناك مجمعكم
وانتصرت سياسة الترحيل والهدم يعيدا عن الضجيج في زمن غابر لناس يسطاء لم يسمع عنهم احدا في قرية كان التجوال فيها يحتاج الى تصريح بوليسي والتعليم خارجها الى تصريح امني يجبب ان يجدد كل اسبوع
وكانت المياه من الكيبوتس المجاور المبني على اراضي القرية قد قطعت كليا -----وسط هذا الحصار الظالم كان الساسة يرتعون ويلعبون دون نازع او رادع مستغلين جهل السكان وخوفهم ومساعدة الطابور الخامس لهم ومطبقين سياسة العصا والجزرة وكانت العصا الفاعلة في اغلب الاحيان
تغير كل شئ الان ففي ادميث توجد شوارع معبدة ممرات جميلة متنزهات واسعة لقد اصبحت قريتي محمية طبيعية ومنتجع مكتظ فيه سياخ يرتعون ويلعبون ويلهون وتدوس اقدامهم مرتع طفولتي وملعب صباي
لقد اختفت الحياة الحقيقية من ادميث واصبح كل شئ بدون طعما وعلقما برغم ما امدوها من سبل الحياة ربما لان اهلها الاصليين طردوا منها واصبح كل شئ مزعجا وموحشا اكثر من وحشة القبور في المقبرة الباقية والتي ما زالت محاولات السلطات لاغلاقها جارية على قدم وساق
مغارة فخت الطاقة الشهيرة في خربة ادمث
شلعة معزة في وادي الدلم .منطقة خربة ادمث
وادي الدلم الذي يلتقي مع وادي كركرة يشكلان واديا واحدا ينتهي بشط الزيب في البحر المتوسط
في الزمانات كان وادي الدلم طريق عكا صور مرورا بالبصةوادي الدلم الذي يلتقي مع وادي كركرة يشكلان واديا واحدا ينتهي بشط الزيب في البحر المتوسط
تعليقات
إرسال تعليق