حكاية وفاء .. من دير الجرد / القدموس.سوريا ..

حكاية وفاء .. من دير الجرد /  القدموس.سوريا ..

قصص الوفاء والحب بين الإنسان والحيوانات الأليفة خصوصاً الكلاب كثيرة، من بينها قصة علي مأمون اسماعيل من قرية دير الجرد ..ريف القدموس

عند مغيب شمس البارحة 2021/8/4 الأربعاء حططنا رحالنا في منزل أبا علي مأمون اسماعيل ..أكرمت ربة المنزل وفادتنا ..وما هي إلا دقائق حتى وصل قطيع الماعز من الجبال ومعه أبا علي ..رحب بنا بحرارة أبن الريف الطيب ..لفت انتباهي كلبه الأبيض الضخم وقد توقف يشرب الماء أمام المنزل ..ملامحه الوادعة الحزينة لا تتناسب مع هيئته الوحشية قلت لأبا علي ما قصة هذا الكلب .. تنهد أبا علي وقال بنبرة حزينة لن تصدق ما سأقوله لك .. قلت ولما..قال هي قصة أقرب الى الخيال .. اسمع : ولدي علي طالب في الصف الثالث الثانوي نقل الى المشفى أثر حادث أليم وبعد يومين فارق الحياة ( رحمه الله )..

خلال هذين اليومين كاد هذا الكلب أن يجن ... يجول زواريب القرية ويعود الى مكان الحادث يفتش عن صاحبه علي ... وعند وصول العربة الصحية الى القرية تحمل جثمان علي لن تصدق ماحدث فلقد شق الجموع يدور حول الجثمان وهو غير مصدق أن صاحبه فارق الحياة.... في المقبرة أنتحى جانبا" يذرف دموعه ويطلق أناته الحزينة .. عاد الجميع الى صالة التعزية وبقي الى جانب القبر يبكي علي ...

أربعين يوم وهو على هذه الحال رافضا" الطعام والشراب..نجبره على العودة ليلا" ليعود مع الفجر الى القبر

.. وهو في كل يوم يذهب مع القطيع يسبقه ليزور قبر علي ثم يلحق بنا...أنظر ياصديقي إنه ينظر الينا ويعرف أننا نتحدث عنه وعن علي ...اقتربت منه ووضعت يدي على رقبته ( وهي المرة الأولى التي ألمس فيها كلبا" في حياتي ) ولكنه أشاح بوجهه غير مكترث بي ...قلت في سري هل يعقل هذا الوفاء من حيوان يعيش بغريزته...؟؟؟ وبين الإنسان المتمدن الراقي . 

رحمك الله ياعلي وكل المحبة والمودة لأهلي في قرية دير الجرد

✍ نبيل عجمية