القصيدة التي أشعلت حرباً "
" القصيدة التي أشعلت حرباً "
تروي بعض المصادر أن حرب
( داحس والغبراء ) التي دارت رحاها بين قبيلتي (عبس و ذبيان) واستمرت قرابة أربعين سنة ، كادت أن لا تقع لولا هذه القصيدة ، فبعد انتهاء سباق الفرسين ( داحس والغبراء ) ورفض قيس بن زهير أمير عبس الإعتراف بنتيجة السباق وقتله( ندبة ) بن حذيفة بن بدر أمير ذبيان لتطاوله عليه ، احتدَّ الخلاف بين زعماء القبيلتين وبلغَ أوجه ، ولكنه هدأ قليلًا بعد تدخل بعض المُصلحين الذين أقنعوا حذيفة بن بدر بقبول الديِّة حقنًا للدماء ، إلا أنّ حذيفة بن بدر بدَّل رأيه واندلعت الحرب بعد أن سمع زوجته( أم ندبة )
تنشد هذه الأبيات :
حذيفة لا سلمتَ من العداةِ
ولا وُقّيتَ شرّ النائباتِ
أَيَقتلُ ندبةً قيسٌ و ترضى
بأنعامٍ و نوقٍ سارحاتِ
أما تخشى إذا قال الأعادي
حذيفة قلبهُ قلبُ البناتِ
فخُذْ ثأري بأطراف العوالي
وبالبيض الحدادِ المرهفاتِ
وإلا خلِّني أبكي نهاري
وليلي بالدموع الساجماتِ
أَحَبُّ إليّ من بَعلٍ جبانٍ
تكون حياته شرّ الحياةِ
تُرى طير الأراكِ ينوحُ مثلي
على أعلى الغصون المائلات ؟
وهل تجدُ الحمائمُ مثل وجدي
إذا رُميت بسهمٍ من شتات ؟
فيا أسفي على المقتول ظلماً
وقد أمسى قتيلاً بالفلاةِ
وياخيلُ السباقِ سُقيتِ سُمّاً
مذاباً بالمياهِ الجارياتِ
لأنّ سباقكِ ألقى علينا
هموماً لا تُزالُ إلى المماتِ .
تعليقات
إرسال تعليق