رجل فى « عربة الحريمات » فى القطار 🚆 عام ١٨٩٩





 حكايات من أوراق قديمة 📰


أضبط ❌

رجل فى « عربة الحريمات » فى القطار 🚆 عام ١٨٩٩


✍️ صدرت وثيقة من قلم الإدارة فى مصلحة السكك الحديد و التلغرافات و ميناء الإسكندرية ( كان هذا اسم المصلحة ) هذا نصها :

" أن الكمسارى لبنها إلتمس مناظرة العربية المعدة للحريم حيث أن أغلبها رجال موجودون بالدواوين الصغار و بعضهم فى وسط العربية مع الحريمات ، و قايمة من مصر بهذه الصفة، و لما نظرنا ذلك حال تحريك القطار من على الرصيف و قد شهدّنا حضرة خشبى أفندى معاون أول المحطة على ذلك و بحال هذا يخالف أصول المصلحة ، كما لا يخفى حضور حريمات بالطريق فأين نُقعدهم ..

الإمضاء «باشيلى» "


✍️ حدثت الواقعة في قطار نمرة ٢٣ يوم ٢٣ مارس ١٨٩٩ و كمساريه إبراهيم عبد السيد ، و من هذه الوثيقة يتبين أن الكمسارى إبراهيم عبد السيد و هو الُمكلف بمتابعة ركاب القطار لدى وصوله محطة بنها إكتشف عند فحصه القطار بوجود رجال فى عربة الحريم و هو المخالف لقواعد السكك الحديد و بالطبع مخالف للأعراف و التقاليد التى كانت تقضى بوجود عربات خاصة للنساء حفاظاً عليهن و لكى يتمتعن بالحرية و الخصوصية بعيداً عن أعين الفضوليين خصوصاً فى هذه الأزمنة التى كان فيها للمرأة قدسية و خصوصية لا ينتهك ..


✍️ و بالطبع و كالعادة فى كل الأزمنة هناك من يحب إختراق القوانين ، فاكتشف الكمسارى وجود رجال فى وسط العربة مع «الحريمات» و المشكلة أنه إكتشف إن الرجال موجودون منذ خروج القطار من مصر مما يعنى أن ملاحظ القطار أو المشرف لم يقم بعمله كما ينبغى ، فكتب مذكرة بهذا الشأن و قال فيها إنه من الممكن حدوث مشكلة إذا جاءت بعض الحريم و لم يجدن مكاناً خاليا فى العربة فكيف سيكون التعامل فى هذه المشكلة ؟


✍️ و بالطبع تعاملت مصلحة السكة الحديد مع هذه المذكرة بمنتهى الجدية و قامت بالتحقيق فيها ، فقال بعض العاملين بالمحطة إن المتبع فى كل الأيام أن هناك قطار رقم ١٨ يصل الى المحطة قبل تحرك قطار ٢٣ و يقوم العامل على القطار ٢٣ بفحص تذاكر ركاب الدرجة الثانية للقطارين و هو ما لم يحدث فى هذا اليوم فتم التنبيه على «جبريان» أفندى أن يلتفت لركاب الدرجة الثانية أمام كمسارى القطار و هو مالم يحدث لذا فـ «جبريان» أفندى هو المدان فى ذلك ، و عندما تم التحقيق مع «جبريان» أفندى قال إنه لا يتذكر هذا الحديث و أضاف أنه ليس عليه تفتيش الدرجة الثانية بل الذى عليه هو تفتيش الدرجة الأولى حسب الجدول ، و إن من فتش قطار ١٨ كان عليه تفتيش قطار ٢٣ ، فأنا لا أقدر على تفتيش جميع عربات القطار ، و فى النهاية رأت المصلحة مجازاة الخواجة «جبريان» فى وثيقة بتاريخ ١٨ مايو ١٨٩٩ تقول بمقتضى ما توضح تقرر خصم خمسة (قروش) من أجرة الخواجة «جبريان» مفتش التذاكر بمحطة مصر لإدانته فى ركوب رجال بعربية الحريمات بقطار يوم ٢٣ مارس ١٨٩٩ ، على أن يتم الخصم بتاريخه ، و الإمضاء لمفتش عموم السكة الحديد ..


✍️ الطريف فى القصة أن كل هذه التحقيقات و الفحص و التمحيص إنتهت بتحديد الجانى و هو «جبريان» أفندى مفتش التذاكر و تم مجازاته و تذكيره بخصم خمسة قروش من راتبه ، فهل كان هذا مبلغا ضخما فى حينه ؟ بالطبع أصيب الرجل بحسرة على فقدان الخمسة قروش ..


🖋️نقلا عن جريدة الأهرام 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

كيد_النساء

قصّة مصريّة حقيقة