صدقا كل أموال الدنيا لا تساوي كرامة الإنسان، ولا تغنيه عن بيعه نفسه وتحويلها إلى مادة للتلصص أو السخرية، وفتح أبواب منزله لكل من هب ودب ليطلع على يومياته.
قد يكون من المفسر اجتماعيا وجود فتيات غريرات استهواهن عالم الشهرة والكسب السريع فعرضن أنفسهن على الملأ في فديوهات مبتذلة ابتغاء الكسب السريع، خاصة أن أغلبهن قادمات من فقر مدقع ماديا وعاطفيا وثقافيا.
لكن ما لا أجد له تفسيرا هو انضمام عدد من السيدات - اللواتي من المفترض أنهن متزوجات وعاقلات ومحترمات- إلى هذه الظاهرة واعتبارها أمرا عاديا جدا، ولا حرج عليهن في فتح أبواب منازلهن للغرباء وإعلان أسرار علاقاتهن مع أزواجهن وحمواتهن وأبنائهن عبر فديوهات مقززة ذات عناوين مستفزة ومبتذلة لجلب التفاعل حتى على حساب الكرامة والاحترام، وتحويل الحياة الشخصية إلى بضاعة يتاجرن بها على وسائل التواصل الاجتماعي ويستجدين التفاعل والمتابعة استجداءً كعصابات الشحاذين المحترفين!
صدقا كل أموال الدنيا لا تساوي كرامة الإنسان، ولا تغنيه عن بيعه نفسه وتحويلها إلى مادة للتلصص أو السخرية، وفتح أبواب منزله لكل من هب ودب ليطلع على يومياته.
وقد أكون متخلفة في نظر البعض، لكني شخصيا أضع خطوطا حمراء كثيرة على حياتي الشخصية ولا أحب مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي إلا على أضيق نطاق مسموح ومحدود، وأؤمن بأن للبيت حرمة ولكل ما يقال بين الأزواج والعائلة حرمة لا يصح خروجها للعلن، لذا فإنني حتى في اجتماعات العمل التي تتم عبر الزوم أستنكف أن أفتح الكاميرا لكي لا يظهر خلفي جدار غرفة نومي الذي لن يعرف أحد أنه جدارها لأنه مجرد جدار فارغ تماما، وأذهب إلى الصالون او المكتب باعتباره المكان الوحيد الذي يحق للزوار والغرباء رؤيته واستقبالهم فيه حتى افتراضيا.
لا بأس... تحملوا تخلفي وجهلي فأنا لا أستطيع فهم هذا العصر #مكشوف الوجه ولا التأقلم معه ولا فهم آليات التسويق والشهرة والمجد والثروة فيه ولا تقبّلها. فالحمد لله الذي عافانى مما ابتلى به غيرنا !
د.حنين عمر
تعليقات
إرسال تعليق