قرية عرمون - جوهرة كسروان Aramoun Village - Keserwan.. لبنان




 قرية عرمون - جوهرة كسروان

Aramoun Village - Keserwan
قرى قضاء كسروان قصصها جميلة وأصبحت أساطيرا لا يزال الجميع يتحدث عنها. وفي الماضي ، كانت تلك القرى الرائعة شغف العاشق في تتبع خطى عشتار وأدونيس ، وحلم المؤرخ أثناء البحث عن كتب الممالك السابقة ، وطريق الحاج على درب الإيمان . نعم ، لقد كانت قرى قضاء كسروان أساطيرا وأحلاما ......
قرى كسروان موجودة منذ آلاف السنين ولها تراث تاريخي مقترنًا بالتقاليد الدينية التي وجهت حياة القرويين وجعلتهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا كعائلات ومجتمعات. وأهم أسطورة تاريخية في المنطقة هي أسطورة أدونيس وعشتار . تتحدث هذه الأسطورة الفينيقية عن قصة الحب بين أدونيس وعشتار التي انتهت بشكل مأساوي بقتل أدونيس في بركة شلالات قرية أفقا بجبيل حيث تستمر المياه في التدفق حتى نهر أدونيس في كسروان, والذي أعيدت تسميته فيما بعد ليصبح نهر إبراهيم. وفي كل ربيع, وفي نفس وقت قتل أدونيس , تذوب الثلوج وتجلب طينًا أحمر إلى النهر من المنحدرات الجبلية .وتقول الأسطورة أن هذا هو دم أدونيس ، الذي يتم تجديده كل عام ، وقت قتله. أيضا في الوادي الخصيب المحيط بالنهر ، تتفتح ملايين من شقائق النعمان القرمزية ، المعروفة باسم زهور أدونيس, ووفقًا للأسطورة ، تنبثق شقائق النعمان من دمه وتعود كل عام للذكرى. وترتبط أسطورة عشتار وأدونيس بالعديد من القرى في كسروان مثل : الغينّة ، نهر ابراهيم ، يحشوش ، شوان..الخ .....


كانت منطقة كسروان في الماضي تجمع معظم مناطق المتن أيضًا ، ولكن تم تقسيمها لاحقًا كما تم تقسيم منطقة كسروان نفسها. وبناء على ذلك ، فإن قرى ما كان يعرف ب "العاصية " التي لم تخضع يومًا لمحتل أو لفاتح، وكان أهلها دومًا يدافعون عنها ببسالة وشرف وقدموا قوافل من الشهداء, سمّيت لاحقا بكسروان و كسروان – الفتوح. وهذه المنطقة تضمنت العديد من القرى الجميلة التي أستمر في زيارتها بين الحين والآخر وخاصة تلك المجاورة لنهر أدونيس "نهر إبراهيم وجبل موسى. قرى مثل حريصا , القطين، عرمون ، دلبتا ، شحتول ، الغينه ، غبالة ، كفور ، يحشوش ، شوان ، عزرا ، زيتون ، غزير ، وغيرها الكثير . المنطقة جميلة جدا والناس الذين يعيشون فيها طيبون جدا . وفي هذا الألبوم سأتحدث عن قرية عرمون لتي تتميّز بجمال موقعها وآثارها ......


تقع قرية عرمون في منتصف الطريق بين قريتي غزير وشحتول على ارتفاع 1100 في قمتها, وعلى مسافة 25 كلم عن بيروت عبر غزير ـ القطّين. والقرية جميلة للغاية مع محيطها الخلاب والمنازل التقليدية القديمة للغاية مع أبواب ونوافذ ملونة. وزراعاتها أشجار مثمرة ، وهي غنية بالأشجار البريّة. ويتفجر في خراجها نبعا فرح والقطين الغزيران. وكانت عرمون في يوم من الأيام واحدة من أهم القرى اللبنانية حتى نهاية القرن التاسع عشر عندما ضرب الجوع والطاعون المكان وانتقل معظم سكانها إلى المدن أو حتى هاجروا من لبنان , والذين بقوا من السكان في القرية حوالي 1500 شخص مع أقل من 250 منزل. جميع هؤلاء السكان هم من الموارنة المسيحيين ، وبغض النظر عن كونها قرية صغيرة ، إلا أن المواقع الدينية في عرمون تعود إلى أيامها المجيدة: ♦-كرسي أبرشية بعلبك المارونية ؛ ♦-دير مار روحانا البقيعة الأثري ؛ ♦-كنيسة سيّدة عرمون الرعائيّة, ♦-ديرمار نقولا العريمة الذي يبدو منسيًا و بجانبه يوجد مسكن قديم مهجور مع حدائقه الجميلة. قيل لي أن أسقف هذا الدير كان يعيش هناك. من جهة أخرى ، من أهم أديرة المنطقة هو: ♦-دير مار عبدا هرهريّا الذي بناه من عرمون الخوارنة الإخوة يوسف أصاف الأوّل ، إندراوس أصاف ، أنطونيوس أصاف ، يوحنّا أصاف مع والدههم في عام ,1655 وبدء بنائه في عام 1527 ......


يمكن أن يكون اسم القرية سريانيّ مشتق من "عرما" أي الأرض ذات النواتئ. ويمكن ترجمتها أيضا ب" الوعر والتل". كما أنّ تصغير" عرما" قد ورد على شكل آخر في أسماء إحدى مناطقها ، حيث يقوم دير يعرف بدير" مار نقولا العريمة" . ويمكن أن يكون اسم القرية فينيقيّ يتألف من كلمتين "عر آمون" اي عرش امون ......
لقد استمتعت بالسير في أزقة هذه القرية مرات عديدة بينما كنت ألتقط العديد من الصور لمنازلها القديمة منذ 8 سنوات. بعض اللقطات التي التقطتها للمنازل القديمة هناك كان محبوبًا من قبل العديد من مديري الأفلام أيضًا ، وقام البعض منهم بتصوير حلقاتهم هناك. أنا حقا أحب هذه القرية ، ولا أتوقف أبدا عن المرور بها والتقاط المزيد من صور جمالها ......
Ali Badawi

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

كيد_النساء

قصّة مصريّة حقيقة