أيها المغفل ، إن وطناً طردتك منه القطط ، أتبقيك فيه الكلاب ؟!! لو علم فيك قومك خيراً ، ما نبذوك ..
يحكي أن قطّاً أدركه الهرم ... فأصبح يؤثر الكسل على أي عمل مفيد ، فبات عبئاً على بني قومه .. فنبذوه لكثرة كلامه بلا علم ، وكثرة أكله بلا عمل ...
سخط الهر ، فلجأ إلى كلب يناصب قومه العداء ، شاكياً له تنكّر قومه وضجرهم منه وزهدهم فيه ، راجياً منه أن يشفي غليله منهم ...
وجد الكلب فرصته الذهبية ، ليحقق مبتغاه ... فحشد أقرانه وجعل الهر في مقدّمتهم ليرشدهم إلى مواقع القطط ، فأغاروا عليها وجعلوها شذر مذر وشرّدوا أهلها ...
وقف القط العجوز منتشياً فوق الأطلال المدمّرة ، وهز ذيله مسروراً بانتصار الكلاب على بني قومه ، وألقى قصيدة عصماء يشكر فيها كبير الكلاب على إعادته سيّداً مُبّجلاً لوطنه ...
اقترب منه كبير الكلاب ، ولطمه لطمةً رمته أرضاً بين الحياة والموت ...
وقال له هازئاً :
- أيها المغفل ، إن وطناً طردتك منه القطط ، أتبقيك فيه الكلاب ؟!!
لو علم فيك قومك خيراً ، ما نبذوك ..
ولو كان فيك شيء من الوفاء ، ما كشفت لنا ظهر قومك ..
ولو كنت ذا بأس ، ما لجأت إلينا ..
أيها التعس ..
أوَبَلَغَ بك ظنّك الأحمق أن الكلاب تُنشئ جمعيات خيرية !!!!
تعليقات
إرسال تعليق