كم مرة قلتَ لنفسك: لا أبرحَ حتى أبلغ … لن أتوقف ولن أستكين ولن أيأس ولن أتراجع حتى…؟ ربّ هِمّة تحيي أُمّة! صباحكم همّة
"لا أبرَحُ حتّى أَبلُغَ.."
.
.
.
.
.
.
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا".
*****************************************
لطالما أطربت آذاننا هذه الآية من سورة الكهف ونحن نستمع اليها بأصوات القراء الذين نحبهم..
يريد موسى أن يلتقى معلما يتعلم منه أمور دينه ودنياه(الخضر)، في مكان محدد يلتقيان فيه( مجمع البحرين)، وفي زمن محدد ينتظره فيه، أخبره الله تعالى به.
رحلة شاقة في طلب العلم.. يسعى فيها موسى الى المعلم، ولا يسعى المعلم الى طالب العلم، ليعرف الأول قدر الأخير وما يحمله ويوقِّره.
لا أبرح، أي لا أزال سائرا لا أترك ولا أفارق حتى..
كلمة مكونة من أربعة أحرف تختزل كمّا هائلا من القوة والإصرار والعزيمة الى بلوغ الهدف.
كلمة واحدة كفيلة بأن توقظ همة كل منا حتى يتخطى كل الصعاب في حياته ويحقق مبتغاه.
التصميم على بلوغ ااهدف حتى او كان الثمن (أن أمضي حُقُبا) وكل حقبة زمنية تعادل أربعين عاما، فكيف لو اجتمعت معا فإنها ستمتد أمدا طويلا، وفي كل حقبة قد تزداد درجة الصعوبة وقد يصيبنا التعب والجوع والعطش وتتبدل الأولويات والمسؤوليات والأدوار والظروف والأحوال. ولربّما لقيتُ في رحلتي هذه (نَصَبا) أي تعبا شديدا، وربما أخطأت الطريق فَ (ارتدّا على آثارهما قَصَصا) ، لكني لا أبرح حتى أبلغ ما أريد..
"لا أبرح حتى أبلغ" .. لطالما رسمت سبلاً واضحة، وأخبرت عن طرقٍ عظيمة يدركها كل انسان، وأخفت في طياتها دروساً قيمة يهتدي لضيائها السائر أحقاباً في الظلمات.
********************************************
كم مرة برحنا وضعفنا وانطفأنا وبَهَتَ توهّجنا وانبرت عزائمنا وخارت قوانا في منتصف الطريق؟
كم مرة بدأنا مشاريعنا بهمم تعانق السماء وتناطح أشمّ الجبال وما نلبث الا خطوات حتى نجر أذيال خيبتنا ونجتر احباطاتنا ونعود ادراجنا الى نقطة الصفر؟
قال الشاعر:
وما نيلُ المطالب بالتمني. ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا
أليس هذا هو الوقت لكي نلملم شتات أنفسنا ونجمع فتات قلوبنا ونتشبث بأحلامنا وأهدافنا ونصنع من جراحنا أملا ونقف على ناصية أحلامنا ونستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها حتى نبلغ ما نريد؟
كم مرة قلتَ لنفسك:
لا أبرحَ حتى أبلغ … لن أتوقف ولن أستكين ولن أيأس ولن أتراجع حتى…؟
ربّ هِمّة تحيي أُمّة!
صباحكم همّة
منقول عن صفحة داليا زرعيني
تعليقات
إرسال تعليق