زياش، ليس مجرد لاعب… زياش، هو رسالة♥️قصة تدمع لها العين ..





 منقوووول 


بالأمس، وأنا أتابع مباراة المنتخب ضد #كندا، كانت عيوني تبحث عن #حكيم_زياش، وذهني يتساءل عن معنى إسم زياش، وقلت لنفسي إن الفتى لا يلعب الكرة، بل هو مثل طائر الشاهين، ينزل إلى الأرض ليلتقط الفريسة، ويعود  بها إلى أعالي السماء. 


وكذلك كان زياش… 


كل اللاعبين كانوا رائعين، لكن زياش مختلف.  


سريعا، رشيقا، حادا، غاضبا، عنيدا،   زياش، كان روحا حرة ترقص في الملعب، ولم يكن مجرد لاعب يركض وراء كرة ليسجل هدفا. 


لا أعرف لم وقتها تذكرت #طوطو!! 


نعم #طوطو، بل إني لأول مرة أشعر بالشفقة على طوطو وانا اشاهد زياش. 


ولد حكيم زياش لعائلة مهاجرة في الاراضي المنخفضة، او هولندا سابقا،  كانت امه ربة بيت ترعى أطفالها الثمانية، ويرقد الأب طريح الفراش، وفي سنه العاشر، سيفقد زياش والده، وستضطر أمه الى ان تترك منزلها، واطفالها، بحثا عن لقمة العيش. 


زياش الطفل،يتيم، حزين، خائف،  يأخذ السجن أخاه الاكبر بتهمة السطو، والسرقة، ولا يجد زياش سوى المخدرات ليهرب اليها من أحزانه، لكن الله يرسل إليه  عزيز دو الفقار، هولندي من أصل مغربي، كان لاعب كرة سابقا، ينتشله من ظلمة المخدرات، الى أحضان كرة القدم. 


هناك، ستبرز مواهب الفتى، وسيخطف أنظار الهولنديين، وسيصبح لاعبهم المدلل ، إلى أن يستيقظوا يوما على قرار زياش ان يلعب مع منتخب وطنه الأم، عوض وطنه البديل، وسيجر عليه وابلا من الغضب الهولندي، لكنه سيتشبث بموقفه، ويرد على استفزازات الصحافة قائلا:"لقد فكرت مليا، وفي الختام، اخترت ما أملاه علي قلبي، اخترت #المغرب". 


ربما لهذا  تذكرت طوطو، وأشفقت عليه، رغم اني لم اتردد في فتح المعارك ضد كل من دعمه، ودافع عليه،  منذ سهرة #الرباط، و #البوليفار.   


ما  لن  يفهمه من استغرب لشراستي ضد طوطو، أني "أحقد"، نعم أحقد على كل من يدافع عن التسامح مع تعاطي المخدرات بداعي حرية الإبداع، وحرية التعبير، والرأي. 


يحكي لي أحد الأصدقاء أن طوطو عاجز عن اتخاذ أي قرار خارج سلطة والده، بل إن هذا الأخير لا يجد حرجا في معاقرة الخمر مع ابنه، بل إنه يبدع في تحطيم ابنه لدرجة أنه يقوم بلف سجائر الحشيش له. 


وربما لهذا شعرت بالشفقة على طوطو!! 

 

زياش، كان محظوظا بالأب الروحي "عزيز ذو الفقار"،  لكن طوطو  يتيم، ووالده حي يرزق. 


بحثت عن سبب خلاف زياش مع المدرب السابق وحيد، وقبله رونار، ولم أجد سوى حديث عن شخصية زياش المتمردة، العنيدة، وغير القابلة للطاعة،  واستغربت كيف يسقط هؤلاء في فخ التعليب، ولماذا يريدون من زياش أن يكون شبيها بالاخرين. 


فكرت أن المدرسة هي أول مصنع للتعليب، أول مكان  يتم فيه تدجيننا، لنصبح شكلا واحدا، عقلا واحدا، فكرا واحدا، وحياة واحدة، وبعد انتهاء سنوات الدراسة، نصبح  جاهزين لعيش حياة ننتظر فيها ان نحصل على علامة جيد من المعلم، تماما كما في المدرسة، ونقضي الايام خائفين من الرسوب، او الطرد. 


لكن زياش، يرفض ان يكون مجرد مواطن معلَّب، لهذا كان يعاقب بالنبذ من المجموعة المنضبطة، وهكذا كدنا ان نخسر التأهل الى #مونديال_قطر بسبب نظام عيش لا يفهم بعد أن الإبداع يخرج من رحم المتمردين. 


وهذا ما كان يدركه #وليد_الركراكي جيدا! 


قرأت أن #زياش، من مواليد 19 مارس، افترت شفتي عن ابتسامة وأنا أتذكر اني من مواليد 16 مارس، ضحكت وفي نفسي أقول هذا العناد لا يأتي إلا من مواليد العشرية الأخيرة من شهر مارس. 


يقال إن شهر مارس كان يسمى شهر الحرب، ويقال إن مواليد برج الحوت  يعرفون بأنهم صعبو المراس، شديدو العناد، انتقاميون، يغضبون على كل محاولات السيطرة، والتحكم فيهم،  لكنهم معروفون بثلاث خصال: الإخلاص الشديد، الكرم، وخير من يساندك في أزمتك. 


إلا أنك لتحصل على الوجه الجميل لبرج #الحوت، عليك أن تعرف جيدا مفتاح شخصيته، لأنه يصعب الحصول على ثقته،   لهذا تجده شخصا غير اجتماعي، أقرب الى الانطوائية، لكنه وفي لأصدقائه، لانه اختارهم على مهل، وتبصر. 


ويبدو أن وليد الركراكي فهم مفتاح شخصية حكيم زياش، وهي: 


لا تحاول ان تغيرني، ان تنتقدني، ان تهاجمني، ان توجهني، ان تسيطر علي، فكلها محاولات ستجعلك  تكسبني عدوا شرسا، وان كنت ذكيا، فأنت ستقبلني كما أنا، ستحبني كما أنا، ستفخر بي كما أنا، لا انتظر منك ان تقدرني، لكني أنتظر أن تحترمني، وتحترم ذكائي، لانك تعرف ان أكبر تحدي امامك ليس السيطرة علي لأنك ستفشل، بل  التحدي ان تكسب ثقتي. 


وليد الركراكي نجح فيما فشل فيه وحيد، ورونار، أنه كسب ثقة حكيم زياش، كان يعرف أن هذا هو مفتاح الحصول على قلب حكيم، فهو حالما يثق فيك، سيسمح لك أن توجهه، وسيستجيب لك بدون تردد، بل سيبذل قصارى جهده ليحقق كل ما تنتظره منه، لأن كبرياءه لا يسمح له أن يخيب ظن، وثقة الآخر فيه. 


وليد الركراكي، عرف ان في داخل الشاهين زياش، طفل يتيم، حزين، لا بزال يحن لدفء والده،   فكان له هذا الأب الذي عجز الآخرون أن يكونوا له، بل إن وليد جعل لاعبي المنتخب  هم إخوة حكيم الثمانية. 


أهدى الركراكي لحكيم عائلة، فأهداه الفوز! 

 

لهذا، كان حكيم زياش يلج الملعب كمن يلج باحة منزله، وهو مفعم بالأمان، والقوة. 


قلت لصديقتي بالأمس ونحن نعود أدراجنا فرحتين بالتأهل:


"لو كانت لدي سلطة لجعلت صور حكيم زياش في كل مكان، ولفرضته في دروس التربية على المواطنة". 


اليوم، وانا اقرأ مقالا كتب منذ بضع سنين بقلم مدون جزائري، عن زياش، يقول ان  الفتى "مظلوم إعلاميا"، وانه يستحق ان يكون  مع #بنزيمة، و #محمد_صلاح، ففكرت أن أشيد للفتى تمثالا في قلب عاصمة موطن والديه. 


ذلك أن ما يفتقده طوطو، وجيل طوطو هو القدوة. 


زياش، ليس مجرد لاعب…

زياش، هو رسالة♥️

——

شامة درشول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

كيد_النساء

قصّة مصريّة حقيقة