عن طنحة قالوا : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الصديق رحمه الله عن مدينة طنجة فقال عنها :

 




عن طنحة قالوا : 


حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الصديق رحمه الله عن مدينة طنجة فقال عنها :


" إن الله تعالى قد حبا طنجة واختصها عن غيرها من مدن وبلدان كثيرة بهوائها الطيب المعتدل ومائها العذب الذي لا تخلو منه جهة من جهاتها ولا مكان من اماكنها ، فحيث ما ذهبت تجد العيون تجري والآبار تفور، بل حتى إن دورها وأزقتها لا تخلو من الآبار الكبيرة التي لا تغيض صيفا ولا شتاء ،وامتازت مع هذا وذلك بمنظرها الجميل المنقطع النظير الذي جمع بين البر والبحر ،ومشاهدة الأندلس منها كأنها جزء منها ، وطرف من أطرافها فصل بينهما بحر عظيم، وقد احاط البحر بطنجة إحاطة القلادة بالعنق، مما زادها جمالا وبهاء، وصار كل من دخل اليها من الأجانب يتعلق قلبه بها، وترتاح نفسه للإقامة بها ، وود ان تكون وطنه ومسكنه كما هو مشاهد، ولا يمكنك ان تجد من أحد دخلها ذما لها او تنقيصا في حقها كما هو الحال في المدن الاخرى، فان الداخلين إليها بعضهم توافقه والبعض الآخر تنقبض منها نفسه، ويضيق بها خاطره، بخلاف طنجة فكل من دخل اليها يجد انشراحا في صدره وسرورا في نفسه، وهذه خصوصية لها ما رايتها لغيرها من المدن ،ويحق لها ذلك. فلو لم يكن بها الا جبلها الكبير ذو المنظر الخلاب الساحر، الذي يأخذ بلب الناظر، وينشرح من موقعه الصدر والخاطر لكفاها في المزية عن غيرها .فكيف وبها غيره من الأجنة ذات الفواكه والحدائق ذات الجمال والبهجة، ما جعلها بين مدن المغرب كالجنة، وبين البلدان كالشامة.

وليعلم اللبيب اني قلت ما ثبت لدي، وما شهدت إلا بما علمت ،ولم أسلك طريق التحيز والحمية ،ولا القول بالغرض والهوى والعصبية."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاظا أني معاه إن هج بهج , وإن حج بحج . الجمل والحصيني قصة طريفة تحاكي الواقع

حج أم هج ؟ حكاية طريفة جدااا

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح