أنا لا أنقطع عن الكتابة. لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً، دون أن أكتب. ..الماغوط
أنا لا أنقطع عن الكتابة. لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً، دون أن أكتب.
ربما في لحظات المرض أتوقف. لكن الأزمات تفجر طاقتي للكتابة. في حرب الخليج حطمت أشياء كثيرة في المنزل. الكتابة عندي عزاء شخصي لا سعي إلى الشهرة والمجد.
أكتب أكثر بكثير مما أنشر، فمشكلة الكاتب العربي الآن، كثرة التحفظات والموانع والمحرمات. إنه كمن يريد أن يستحم في الشارع من دون أن يراه أحد.
الكتابة لدي هي صلاة وعبادة. لا مال ولا سلطة ولا امرأة تعوضني عن الكتابة. حتى لو انتعلت كل أوراق النقود في العالم، لن أصل فيها إلى حيث أريد.
خلودي ككاتب لا يعنيني في شي ، حتى لو احترقت كتبي في الشوارع وتدفأ بنارها الناس، لا أشعر بأي أسف أو حزن عليها . سيان عند النمر إن أصبح جلده حذاء نسائياً، أو عُلق في صدر قصر.
ليس الكفن والمشيعون والندّابون، العلامات الوحيدة على الموت.
نعم أخاف الموت أحياناً، أو بالأحرى أخاف ما يسبق الموت. المرض، أنا لا أستطيع المشي أو الجلوس. لقد عاملت جسدي طيلة سنوات كخصم، تواطأت عليه ومارست بحقه شتّى أنواع القمع والإرهاب، والآن صار ينتقم مني.
أنا أدخن منذ كان عمري تسع سنوات. كنت ألتقط أعقاب السجائر وأدخنها. منذ أيام طمأنني أحد الأطباء، أن أضرار لفافة واحدة، مثل أضرار علبة تبغ كاملة، لذلك أدخن باطمئنان بناء على هذه النصيحة الطبية.
#سوريا
#العرب
#محمد_الماغوط
#الماغوط
#حرية
تعليقات
إرسال تعليق