بروتيكلات حكماء العرب- سأخون وطني #محمد_الماغوط
بروتيكلات حكماء العرب- سأخون وطني
#محمد_الماغوط
لا تكن ودوداً، فهذا زمن الحقد
لا تكن وفياً، فهذا زمن الغدر
لا تكن نقياً، فهذا زمن الوحل
لا تكن موهوباً، فهذا زمن التافهين
لا تكن قمةً، فهذا زمن الحضيض
لا تكن شجرةً، فهذا زمن الفؤوس
لا تحن على طفل، فهذا زمن العجزة والمسنين
لا تغث ملهوفاً، فهذا زمن الأبواب المغلقة
لا تستجر بصديق أو جار أو قريب، بقصيدة أو بلوحة، بجد أو جدة، فهذا زمن التنكر والمتنكرين
لا تصدر أي صوت ولو في دورة المياه، فهذا زمن الوشاة والمخبرين
ثم لا تقطع صلتك بقاضٍ فقد تصبح متهماً
بمتهم.. فقد يصبح حارساً
بحارس.. فقد يصبح لصاً
بلصٍ.. فقد يصبح ثرياً
بثري.. فقد يصبح متسولاً
بمتسولٍ.. فقد يصبح رصيفاً
برصيف.. فقد يصبح حذاءً
لا تقطع صلتك بشيء، فأي شيء قد يصبح كل شيء
ولكن، الإنسان الذي لا يستطيع إلا أن يكون ودوداً ووفياً وبريئاً وشامخاً وطفلاً ماذا يفعل؟
هل يبقع ثيابه بالوحل ويموّه رأسه بالحشائش والأغصان، ويختبئ في الكهوف وشعاب الجبال؟
لن يكون أكثر براعة وخبرةً من غيفارا
هل يلجأ إلى الأديرة وبيوت الأولياء؟
لن يكون أحسن حظاً من الباب شنودة
إذاً، لا مفر لنا من أن نظل ودودين وأوفياء وعاطفيين وصادقين وشامخين
سنظل أبرياء ولو بقوة الرصاص.. فمهما كانت السيوف طويلة لن تكون بطول الزمن. فلقد رأينا وقرأنا عن الكثير من الأقدام المغلولة الحافية تحت لهيب الصحراء وهي تدوس على ظلال المنتصرين
بروتوكولات حكماء العرب- سأخون وطني
#سوريا
#العرب
#محمد_الماغوط
#الماغوط
#حرية
تعليقات
إرسال تعليق