صاحب الضحكة البريئة حسن فايق.. الفنان الذي أضحكنا جميعا وعانى وبكى وحده
صاحب الضحكة البريئة
حسن فايق.. الفنان الذي أضحكنا جميعا وعانى وبكى وحده
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان حسن فايق يعد واحدا من أكبر فناني الكوميديا المصريين الذين دخلوا قلوبنا وجعلونا نبتهج ونبتسم بمجرد ظهورهم على الشاشة، وهو يتميز بضحكته الشهيرة المتفردة وأدائه التلقائي الجميل، وهو من مواليد يناير سنة 1898 بالأسكندرية، وكانت بداياته الفنية مع فن المنولوج، حيث كان يكتب المنولوجات والأزجال ويلحنها ويغنيها بالمسارح، والطريف أنه قد شارك في أحداث ثورة الشعب المصري سنة 1919 بمنولوجاته الوطنية، والتي كان يلهب بها حماس المتواجدين بالمسرح، فكانوا يخرجون من المسرح وهم يهتفون باسم مصر وضد الاستعمار، والفنان حسن فايق عمل بالمسرح مع العديد من نجومه أمثال جورج أبيض وعزيز عيد وزكي طليمات ويوسف وهبي ونجيب الريحاني وإسماعيل ياسين، ومن أشهر مسرحياته: "إلا خمسة" و"حكم قراقوش" و"الدلوعة" و"الدنيا لما تضحك".
وسينمائيا لمع الفنان حسن فايق في عدد كبير من الأعمال، وإن كان قيامه بأداء دور البطولة نادرا مثل فيلم "حسن ومرقص وكوهين"، إلا أن جميع الأفلام التي شارك فيها كان يترك فيها علامة وأثرا مميزا لا ينسى، ومن أشهر هذه الأفلام "الزوجة 13"، و"خطيب ماما"، و"امسك حرامي"، و"شارع الحب"، و"سكر هانم"، و"أبو حلموس"، و"لعبة الست"، و"ليلة الدخلة"، و"معبودة الجماهير"، و"العقل والمال"، و"قلبي دليلي"، و"لهاليبو"، و"بابا عريس"، و"فيروز هانم"، ومن الحوادث الهامة في حياة الفنان الراحل حسن فايق، أنه تزوج فتاة تصغره كثيرا في السن، وذلك بعد وفاة زوجته الأولى أم أولاده، ووقتها هاجمته الصحافة واتهمته بعدم الوفاء لزوجته الراحلة، مما أحزنه كثيرا ورد عليهم قائلا إنه قد تخطى الستين من عمره وأن أولاده جميعا قد تزوجوا، وبعد وفاة زوجته الأولى أصبح في حاجة ماسة لمن ترعاه وتسهر على راحته، وأعلن أن أولاده قد تفهموا ذلك الأمر واقتنعوا به وأبدوا موافقتهم على زواجه.
وبالفعل وبعد زواجه بسنوات قليلة أصيب الفنان حسن فايق بالشلل، وأصبح يتنقل للعلاج بين المستشفيات، مثل المستشفى الإيطالي بالعباسية ومركز التأهيل التابع للقوات المسلحة بالعجوزة، ولم يجد وقتها أحدا يرعاه ويسهر على راحته إلا زوجته الشابة التي هاجمته الصحافة سابقا على زواجه منها، وبقدر حزن وألم ومعاناة الفنان حسن فايق مع المرض الذي طال واشتد عليه، بقدر ما زاد حزنه وألمه حينما لم يجد أحدا من زملائه يسأل عنه أو يقوم بزيارته، اللهم إلا فنانا واحدا كان حريصا على زيارته والسؤال عليه والاطمئنان عليه، وهو الفنان الراحل أحمد مظهر.
وهكذا عانى الفنان حسن فايق من مرضه الذي أبزمه الفراش طويلا، نعم، عانى وبكى طويلا ذلك الفنان الذي أأمتعنا وضحكنا وأسعدنا وأدخل البهجة على صدورنا كثيرا، حتى جاء يوم 14 سبتمبر 1980 وفيه توفي الفنان حسن فايق وغابت ابتسامته وضحكته معه للأبد، نعم في ذلك اليوم رحل الفنان الجميل الذي أضحكنا وأمتعنا كثيرا، فإذا جلست يوما أمام شاشة التليفزيون وشاهدت فيلما من أفلامه، وسمعت ضحكته المميزة وجعلك تضحك وأسعدك وأنساك همك ولو للحظات، فتذكر أنه عانى من المرض طويلا، وأنه تألم كثيرا، ولم يجد من يقف بجواره في محنته ولو بمجرد السؤال عليه والاطمئنان على أحواله، فلنتذكره ونترحم عليه.
#إعادة_نشر
#شخصيات_مصرية_بين_التهميش_والنجومية
تعليقات
إرسال تعليق