ذكرى إعدام الفاتح العظيم محمد بن القاسم الثقفي فتح بلاد السند وعمره 17عاما فكانت مكافأته أن يموت تحت التعذيب وعمره 23عاما بأمر سليمان بن عبد الملك حيث في مثل هذا اليوم
ذكرى إعدام الفاتح العظيم محمد بن القاسم الثقفي
فتح بلاد السند وعمره 17عاما فكانت مكافأته أن يموت تحت التعذيب وعمره 23عاما بأمر سليمان بن عبد الملك
حيث في مثل هذا اليوم
كان مقتل البطل العربي وأصغر فاتح وصاحب العبقرية العسكرية محمد بن القاسم الثقفي.
وذلك في 11 ذي القعدة 96 هجري
الموافق في تاريخ 715/07/18 م
-
-
نشأته
-
-d
ولد في مدينة الطائف في الحجاز في عام 72 هجري الموافق 692م، وأما أبيه فهو القاسم الثقفي إبن عم القائد الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي أعظم قادة الدولة الأموية والذي نجح في توحيدها وفي إعداد الجيوش لتوسيع حدودها.
-
وفي عام 695 م إنتقل محمد بن القاسم الثقفي إلى البصرة حيث قام قريبه والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي بتعيين والده القاسم الثقفي حاكما على مدينة البصرة، فنشأ محمد بين الأمراء والقادة، فوالده حاكم، وابن عم والده الحجاج والي وأكثر بني عقيل من ثقيف قوم الحجاج أمراء وقادة، وكان لذلك الأثر الكبير في شخصية محمد.
-
-
دخوله العسكرية
-
-
في عام 86 هجري الموافق 705 م أتم الحجاج بناء عاصمته مدينة واسط، فجلب عدد من أبناء ثقيف ليدربهم ليكونوا قادة الدولة الأموية مستقبلا، فيكونوا الولاة وقادة الجيوش وحاشية الخلفاء الأمويين، وكان من بين هؤلاء الذين جلبهم الحجاج إلى مدينته محمد بن القاسم الثقفي الذي كان عمره أنذاك 13 عاما والذي كان قد لاقى إهتماما وتدريبا في مدينة أبيه البصرة، واستمر في التدرب والتعلم حتى أصبح من كبار القادة وهو لم يتجاوز ال 17 عامًا من العمر
-
-
محاولات الحجاج لفتح السند
-
-
كان الحجاج سابقا قد أرسل جيشاً تلو الآخر لفتح بلاد السند ولكن لم ينجح في تحقيق هذا الأمر، وأما الجيش الأول فكان بقيادة عبد الله بن نهبان ولكنه هزم وقتل، ثم أرسل الحجاج جيشا بقيادة بديل بن طهفة البجلي فهزم وقتل أيضا.
-
-
تكليف محمد بن القاسم بفتح الهند
-
-
بعد هزيمة الجيوش التي أرسلها الحجاج لفتح بلاد السند، قرر تجهيز جيش ثالث عدده 20000 مقاتل واختار لقيادته محمد بن القاسم الثقفي ذو ال17 عاما وذلك لما رآه فيه من حزم وبسالة وفدائية، وكان محمد بن القاسم الثقفي أقرب الناس للحجاج فهو من أسرته وكذلك زاد القرب حينما تزوج محمد بن القاسم الثقفي من زينب أخت الحجاج بن يوسف الثقفي.
-
-
فتح بلاد السند
-
-
في عام 90 هجري الموافق 709 م وصل محمد بن القاسم الثقفي إلى بلاد السند، وكان محمد بن القاسم الثقفي يتقن حفر الخنادق ونصب المنجنيقات الضخمة التي ترمي الصخور وكان ذو عبقرية عسكرية في القيادة وإدارة المعارك رغم عمره الصغير، وزحف محمد بن القاسم نحو مدينة فنزبور، فوجدا أهلها قد جمعوا له، فحاربهم شُهُورًا حتَّى فتح بلدهم، ثم تابع الزحف حتى وصل مدينة أرمائيل، فحارب حاميتها العسكريَّة أياما حتى فتحها، وتوقف عن الفتح لمدة طويلة وذلك ليبني لنفسه قاعدة عسكرية يعود لها في حال الهزيمة داخل السند وكذلك لتكون هذه القاعدة مصدرا لإمداد جيشه بالتموين.
-
وفي عام 93 هجري الموافق 712 م زحف إلى مدينة الديبل -كراتشي حاليا-، وقام بحفر الخنادق كما نصحه الحجاج ونصب المنجنيقات ورفع الرايات، وحاصر المدينة وأصبح يرميها بالصخور والنيران، حتى خرج من المدينة جيشا بقيادة حاكمها الراجة داهر وانتصر في المعركة فهرب جيش السند وعاد إلى المدينة، وكان في داخل مدينة الدبيل صنم ضخم يراه جيش محمد بن القاسم الثقفي، فقال محمد بن القاسم الثقفي لأمير جنده جعونة بن عقبة السُّلمي بأنه سيعطيه 10000 درهم إن رمى رأس الصنم وكسره، وهذا ما حصل فانهارت معنويات المدافعين، وبدء هجوم عام فسقطت المدينة، ثم فتح مدينة النيرون ثم فتح سربيدس وسهبان وسدوستان وسيويس.
-
ثم وقعت معركة الراور الحاسمة والتي بدأت في 6 رمضان 93هـ الموافق 16 حزيران 712م، وانتهت في 10 رمضان الموافق 20 حزيران 712م وقتل ملك السند الراجة داهر، حيث سقط الراجة داهر من فوق فيله بسهم اصابه فوق في النهر وأتاه القشعم بن ثعلبة الطائيّ وقتل ملك السند بسيفه، وتحقق نصر ساحق، وفتحت قلعة الراور.
-
وتساقطت مدن بلاد السند أمام محمد بن القاسم الثقفي ففتح بهرور ودهليلة ثم فتح بُرهمناباد في أكتوبر 713م بعد حصار ستة أشهر ثم استمر بالتقدم الفتوحات حتى فتح مدينة مُلتان، ثم قرر مملكة قنَّوج أعظم ممالك الهند، ولكن توقف عن الفتوحات بعد أن أتاه خبر وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة 95 هجري الموافق 713م، وكان من آخر أقوال الحجاج التي تعبر عن فرحه بفتح السند: ((شَفَينَا غَيضَنَا، وَأَدرَكنَا ثَأرَنَا، وازدَدنَا سِتِّينَ أَلفَ أَلفَ دِرهَمٍ وَرَأسُ دَاهِرٍ)).
-
ثم عاد واستكمل فتوحاته فقاد جيشا إلى البيلمان وسرشت ففتحوها صلحا. ثم زحف إلى مدينة الكيرج في مملكة چالوكيا، فخرج إليه حاكم المدينة القائد دوهر فانتصر عليه محمد بن القاسم الثقفي وقتله، ثم أتته أوامر بأن يوقف حربه وفتوحاته في عام 96 هجري الموافق 715م وذلك بسبب وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
-
-
مقتله
-
-
بعد وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وتولي أخيه سليمان بن عبد الملك للحكم، قرر سليمان بن عبد الملك بأن يضطهد كل أقارب ورجال الحجاج بن يوسف الثقفي وذلك لحقده على الحجاج لمطالبة الحجاج للوليد بأن يخلع سليمان من ولاية العهد، وكذلك لأن سليمان بن عبد الملك كان يرى في القادة الثقفيين خطرا على الدولة الأموية لكثرتهم ولسيطرتهم على مناصب كثيرة.
-
وكان حقد سليمان على محمد بن القاسم الثقفي هو الأشد، لأن محمد بن القاسم الثقفي هو الأقرب للحجاج بن يوسف الثقفي، وكان الجميع يعتبره وريث الحجاج، فأرسل سليمان أمرا إلى القائد محمد بن القاسم الثقفي بالقدوم إلى العراق، وحينما وصل إلى العراق تم تقييده بالسلاسل وإرساله إلى سجن واسط، وفي السجن تم تعذيبه بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في 11 ذي القعدة 96 هجري الموافق في 715/07/18 م، وكان عمره 23 عاما.
****** المصادر:
1) فتوح البلدان، البلاذري
2) وفيات الأعيان، أحمد بن محمد بن خلكان
3) الكامل في التاريخ، ابن الأثير الجزري
4) جمهرة أنساب العرب، علي بن حزم الأندلسي
5) محمد بن قاسم الثقفي فاتح بلاد السند، محمود خطاب
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************
تعليقات
إرسال تعليق