عرفت قيمتي عند هؤلاء الطيور التي لم أعرفها طوال هذه السنين

 



منذ عدة شهور ....

استأجرت غرفة في إحدى الأحياء الفقيرة ، لابأس بها ، مريحة بعض الشيء ، فيها نافذة زجاجية تطل على شجرة عملاقة تحط عليها مجموعة من الطيور ، و أنا بت في كل صباح أفتح النافذة لأضع لهم صحنا من الماء و صحنا آخر من الحبوب أو بعضا من البقوليات ؛ فتأتي حينها الطيور وتتجه نحو النافذة كي تنال مرادها . أتمنى أن يكون هذا العمل هو صدقة لي في ميزان حسناتي .... 

الغريب بالأمر 

اليوم في الصباح الباكر ذهبت إلى البنك لأقبض معاشي التقاعدي ، ولكي لا أتأخر عليهم كعادتي في كل صباح . في المساء جهزت لهم الصحون و وضعتها خارج النافذة ...

عدت عند الظهيرة إلى البيت 

وما إن رأوني في الشارع حتى باتوا يطيروا و يغردوا من حولي إلى أن وصلت لمدخل العمارة . بعد ذلك دخلت غرفتي ، ونزعت معطفي و هممت بفتح النافذة لأتفاجأ بالصحون كما هي لم ينقص منها شيء . نظرت أمامي إلى الشجرة رأيتهم جالسين ينظرون إلي

وما أن فتحت النافذة حتى جاؤوني مسرعين ليأكلوا و يشربوا ....

عندها فقط 

عرفت قيمتي عند هؤلاء الطيور

التي لم أعرفها طوال هذه السنين 


عند البشر ....

#مبادره_حكايات_كُتاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

كيد_النساء

قصّة مصريّة حقيقة