من أقسى ما كُتِب في الأدب الجزائري:
من أقسى ما كُتِب في الأدب الجزائري:
كنتُ أنا وأخواتي ننام جائعين أغلبَ أيام طفولتنا، كانتْ أمي تكذب عليناوتقول لنا: عليكم أن تعدّوا النجوم وسيكون لدينا الخبز.. الكثير من الخبز !
كنّا في كل مرةِِ نتعب من العدّ و ننام،
هكذا بقيت رؤوسنا مرفوعة حتى ونحن نتضّور جوعاً !
ماتت أختي الصغيرة وعيونها ثابتهٌ في السماء، لقد أخبرتني أمي أنها أكملت العدّ !
أعطونا الكثير من الخبز يومَ جنازتها، أكلنا حتى شبعنا ونمنا، لكن أختي لم تعد أبداً إلى البيت كنت أفتقدها كل يوم لنلعب سويةََ..
- أمي أخبريهم أن يرجعوا أختي وليأخذوا خبزهم سأقوم أنا بالعدّ مكانها وليأخذوني أنا لكنهم رفضوا ولم تعد أختي !
لم تعد وأنا لا زلت أخطيء العد الى اليوم..
واحد
إثنان
أختي
أربعة
أبكي ثم أنام
عبد المنعم عامر
كاتب وشاعر جزائري
*****************************************
اطفال بطونهم خاوية لكن رؤوسهم مرفوعة شامخة!
اصبحنا في زمن خياراتنا فيه محدودة، فإما أن تموت حرّا كريما او ان تموت عبدا ذليلا!
الاختيار بين أن تموت نائما جائعا وانت تحلم برغيف خبز يسد جوعك وحياة كريمة.. وبين أن تموت واقفا من التخمة والإفراط في الأكل!
أطفال يعدّون النجوم ويموتون جوعا بينما اصحاب البطون المترهلة والكروش المنتفخة والمؤخرات الممتلئة يعدّون الملايين والمليارات، رؤوسهم مطأطأة وأكتافهم منحنية ذُلّا ومهانة .
كم طفل طال انتظاره حتى خفت صوته وجحظت عيناه وفاضت روحه في بلاد العرب.. وهو يعدّ النجوم في السماء لعلّ خبزا يسقط من السماء فينقذه من موت محقق؟
وكم طفل خسر احد افراد عائلته او كلهم … ولا زال يخطيء العدّ الى اليوم؟
تعليقات
إرسال تعليق