تبقى في الذهن صورة عجيبة لهذا الزمن العجيب الذي جمع بين أقصى الشر و أقصى الخير ..
و حينما تغرق السفينة لن ينجو أحد ..
الكبار سوف يسبقوننا إلى القاع ..
لا غالب و لا مغلوب ...
لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ربي ..
و تبقى في الذهن صورة عجيبة لهذا الزمن العجيب الذي جمع بين أقصى الشر و أقصى الخير ..
و بين أقصى العلم و أقصى الجهل ..
و بين أقصى الوفرة و بين أقصى المجاعة ..
و بين غاية الحقد و الرفض و بين تعدد وسائل الاستمتاع و يسر العيش و سهولة الإشباع و بين قمة المرح و بين حضيض الاكتئاب !!
ذلك الزمان الذي تجد فيه النفس فرصة اللانهائية لتنفع و تضر و ذلك في نظري أكبر ميزاته .. أنه زمان الفرص !
السعيد من حاول أن يغتنم لنفسه فرصة خير ومناسبة نفع وأن يجد لنفسه موطيء قدم بين الأقليات العاملة في صمت .. ولينسى مؤقتاً ماذا يكسب وماذا يخسر .. فإن الأغلبية إلى خسارة .. وأكثرهم خسارة هم الذين يبدون اليوم أكثر وجاهة وأكثر مكسباً .. وسوف يسحب التاريخ بساطه فيمحو آثارهم جميعاً ولن يبقى في قائمة الذكر الحسن إلّا أنفع الناس !
#د_مصطفى_محمود
مقال " إلى أين نسير ؟ "
#من_كتاب_السؤال_الحائر
#اقتباسات_من_روائع_الأدب
#Hana
تعليقات
إرسال تعليق