محمود درويش:: كرة القدم.. ما هذا الجنون الساحر، القادر على إعلان هدفه من أجل المتعة البريئة؟ ما هذا الجنون القادر على تخفيف بطش الحرب.. وتعطيل الخوف ساعة ونصف الساعة".

 



كتب الشاعر و الكاتب العربي الراحل الفلسطيني "محمود درويش" في كتابه "ذاكرة للنسيان" عن يوم من أيام حصار بيروت عام 1982 النص "الكروي" التالي والذي فيه مديح وغزل بأسطورة إيطاليا باولو روسي، والذي قال فيه:


"ونحن أيضاً نحب كرة القدم.. ونحن أيضاً يحق لنا أن نحب كرة القدم.. ويحق لنا أن ندخل المباراة.. لِمَ لا؟ لِمَ لا نخرج قليلاً من روتين الموت..

في أحد الملاجئ استطعنا استيراد الطاقة الكهربائية من بطارية سيارة.. وسرعان ما أخدنا .. (باولو روسي) إلى ما ليس فينا من فرح.


رجل لا يرى في الملعب إلا حيث ينبغي أن يُرى… شيطان نحيل لا تراه إلا بعد تسجيل الهدف.. تماماً كالطائرة القاذفة لا تُرى إلا بعد انفجار أهدافها..

وحيث يكون (باولو روسي) يكون الجوول.. يكون الهتاف، ثم يختفي أو يتلاشى ليفتح مسارب الهواء من أجل قدميه المشغولتين بطهو الفرص وإنضاجها وإيصالها إلى أوج الرغبة المحققة ، لا تعرف إن كان يلعب الكرة أم يلعب الحب مع الشبكة.


كرة القدم.. ما هذا الجنون الساحر، القادر على إعلان هدفه من أجل المتعة البريئة؟ ما هذا الجنون القادر على تخفيف بطش الحرب.. وتعطيل الخوف ساعة ونصف الساعة".



*مقتطفات من كتاب "ذاكرة للنسيان"

#في_ذكرى_ميلاد_الراحل_باولو_روسي


#ذكريات_الكالتشيو🇮🇹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

كيد_النساء

قصّة مصريّة حقيقة