صبحي جارور (1944-2011) موسيقي سوري يعد من أشهر عازفي الكمان في سورية والعالم العربي




صبحي جارور (1944-2011) موسيقي سوري يعد من أشهر عازفي الكمان في سورية 

حيث قدم تجربته الفنية عبر الإذاعة والتلفزيون لمدة لا تقل عن خمسين عاما ألف خلالها مقطوعات موسيقية هامة جدا وعزف مع كبار المطربين والفرق الموسيقية في الوطن العربي.

عشق الفنان الموسيقا مبكرا حيث تعلم الكمان في عمر العشر سنوات على يد الأستاذ الكبير ميشيل عوض وما إن تعلم العزف على الكمان حتى بدأ العمل في الإذاعة والتلفزيون عام1960.

عين في فرقة الإذاعة بقيادة الفنان تيسير عقل وكان عمره حينها 14 عاما وتابع تعلمه على آلة الكمان على يد الكثير من الخبراء ما جعله يتميز في الفرقة ويصبح فيما بعد قائدا لها مدة ثلاثين عاما متابعا إنجازاته الفنية وعمله مع فنانين عرب مثل المطرب اللبناني محمد جمال حيث بقي جارور مدة طويلة في فرقته مسافرا معه إلى مختلف بلدان العالم كما عزف مع وديع الصافي، صباح، محمد عبد المطلب، كارم محمود، شريفة فاضل، سميرة توفيق وغيرهم.

وقد قدم العديد من البرامج الموسيقية والحفلات على الهواء مباشرة كما في برنامج المنوعات "قناة 99" الذي كان يقدم أشهر المطربين والمطربات وكان يبث على الهواء مباشرة.

وفي الثمانينيات أصيب عصب اصبعه الذي يعزف به لكنه لم يتوقف بل تابع مسيرته الفنية متحديا المرض ومتحديا الانحدار في الفن.

حمل جارور منذ بداية حياته الفنية لواء الحفاظ على التراث وتأريخه وإعادة إحيائه لذا كانت مقطوعاته من نموذج تراثي فريد وأغلب تسجيلاته تركز على موضوع صون الموسيقا العربية وتجديدها.

يعتبره بعض النقاد واحدا من أفضل ثلاثة عازفين أنجبتهم سورية إلى جانب أميل سروة وياسين العاشق. وقد كان مجتهدا وله أسلوبيته الخاصة في العزف، وتعلم الموسيقا الغربية وعمل عليها كثيرا إلى جانب تمكنه في العزف الشرقي.

يقول عنه شقيقه العازف عدنان جارور: "كنت قريبا جدا منه وأشاهده أثناء التدريب على آلة الكمان حيث كان يقضي ساعات طويلة وحيدا مع هذه الآلة لتصل جلسات التدريب أحيانا إلى عشر ساعات في اليوم فقد أفنى الراحل عمره في الفن حتى انه خسر عصب إصبعه نتيجة العزف المتواصل".


للاستزادة:

صبحي جارور (1944 - 22 آب 2011) عازف كمان وموسيقار سوري، وواحد من أهم الشخصيات الموسيقية في سوريا، يعتبر من جيل المؤسسين والرواد أسهم في تعليم قسم كبير من الموسيقيين قبل أن ينطلقوا إلى عالم الشهرة.


ولد الفنان في أحياء دمشق سنة 1944 وعشق الموسيقى منذ طفولته فهو من عائلة فنية فوالده كان مطربا وعازفا للعود والكمان. انتسب في سن الرابعة عشرة إلى فرقة «إذاعة دمشق» ولاحقاً انضم إلى فرقة «التلفزيون السوري» عند تأسيسه سنة 1960 ليشيد به آنذاك كبار الموسيقيين والإعلاميين والنقاد، وقد ارتبط اسم جارور في ما بعد بأشهر البرامج الموسيقية والمنوعة التي قدمها التلفزيون الرسمي عبر تاريخه كبرنامج «طريق النجوم» الذي كان يعنى بالمواهب الغنائية الشابة.


مسيرته

في العاشرة من عمره استعار له والده آلة كمان وتعلم عليها على يد الأستاذ ميشيل عوض لمدة سنتين، ترك المدرسة وهو في الصف الثامن بسبب الظروف المالية، عمل بالإذاعة السورية منذ عام 1960، في البداية لم يتقاضَ أجوراً لمدة ستة أشهر رغبة منه في زيادة التمرين والتعرف أكثر على أساليب العمل مع الفرقة الموسيقية كان عدد الفرقة وقتها خمسة عشر عازفاً بقيادة الفنان الأستاذ تيسير عقيل.


بعدها بدأ بقبض أجراً على التسجيلات وتحديداً على كل قطعة 10 ليرات سورية، ثم عين عام 1962 بالإذاعة السورية بصفة عازف كمان وكان عمره 14 عاماً وبراتب شهري قدره 250 ليرة سورية، كان يصرف راتبه على متابعة تحصيل تعليمه الموسيقي لدى خبراء موسيقيين عرب وأجانب ممن يحضرون إلى سورية.


رغم صغر سنه أصبح سوليست الفرقة، ولكن طموحه لم ينته عند هذا الحد وبقي يتابع الاطلاع أكثر ويوسع دائرة معارفه بالعلوم الموسيقية حتى عين قائداً للفرقة الموسيقية في الإذاعة والتلفزيون وبقي في منصبه لمدة ثلاثين عاماً.


ما ميز تجربة الفنان الراحل هو أساسه الموسيقي الجديد والأكاديمي، هذا ما رشحه لتسلم قيادة فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية وما جعله يحمل على عاتقه أعباءً كثيرة، كما استفاد من دراسته الموسيقية الأكاديمية في تقديم محاولات مختلفة، لتطوير الموسيقى الشرقية، وأضاف الكثير إلى التراث الموسيقي العربي. كذلك سعى جارور إلى تقديم «الأغنية السورية، بكل أشكالها، وأجناسها، وأنماطها... لذلك تجد أنه عمل طيلة حياته مع فرق موسيقية ومغنين سوريين، ولم يحاول يوماً الخروج بعيداً عن حدود بلده.


وقد عدّ واحداً من أوائل العازفين الموسيقيين في سوريا، الذين اتجهوا إلى العزف الشرقي، وكان له حضور واضح على الساحة الموسيقية العربية بعد غياب العازف عبود عبد العال على صعيد العزف على آلة الكمان الشرقي ومن أهم الآثار الموسيقية التي تركها الراحل محاولاته تطوير مقامات الموسيقى الشرقية. وأضاف «لطالما ظلم الفنان الراحل، ولم يأخذ حقه وفرصته كاملة، حاله كحال الكثير من الفنانين السوريين، وكان يستحق قدراً واهتماماً كبيراً».


وعن تجربة الفنان الراحل في تطوير تقنيات آلة الكمان على نحو خاص، والموسيقى الشرقية على نحو عام، يقول عميد المعهد العالي للموسيقى (السابق) في دمشق أثيل حمدان «حاول جارور العمل كثيراً، على تطوير قدرات آلة الكمان، مازجاً بين تكنيك العزف الغربي، وروح الموسيقى الشرقية التي تتطلب من العازف تفهماً وانسجاماً كبيرين، حتى لا تفقد الألحان التي يقدمها، بوصلتها وآليتها وروحها في آن واحد... جميعنا نذكر التقاسيم الشرقية التي كان وما زال يقدمها التلفزيون السوري في رمضان قبيل موعد الإفطار، هذه الألحان كان يقدمها الفنان الراحل بتقنية وأسلوب السهل الممتنع».


وفاته

توفي الموسيقي السوري صبحي جارور إثر نوبة قلبية في مستشفى الرازي في دمشق عن عمر ناهز السابعة والستين عاماً، وشيع جثمانه في اليوم التالي من جامع لالاباشا مقابل نقابة الفنانين في شارع بغداد بعد صلاة العصر إلى مقبرة باب الصغير قرب باب الجابية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح

لا تؤذي قلبك ❤ وتتسبب في شيخوخته المبكرة ، فالحياة لا تحتاج منك غير الرضى .!

قصّة مصريّة حقيقة