خيانة الأرض وعدالة السماء

 



كان أبي شيخاً كبيراً لم ينجب وبعد مدة رزق أبي بي وكان أبي دائماً ما يفكر بمستقبلي ويقول "أنا رجل كبير وزوجتي كذلك فمن سيتولى ابني بالرعاية بعد مماتي..!!.

يقول ذات ليلة..كانت المنازل من طين وكانت فترة هطول الأمطار فدق الباب رجلاً وكان أبي متكئاً وإذا هو جارنا قد هدم المطر كل بيته، جاء ليطلب المساعدة فأخر أبي صرة من تحت المخدة وأعطى الجار نصفها ثم أعاد الباقي تحت المخدة والجار ينظر إلى مكان الصرة ثم قال الجار في نفسه "كيف أستطيع أن آخذ باقي المال دون أن جاري بذلك"؟ ففكر في نفسه وخطط ونسي

 أن كل أفكاره تحت نظر الجبار فقال في نفسه:إذاً سأخرج الطفل الصغير خارج البيت فإذا سمعت الأم صراخه ستدخرج لأخذه ثم أدخل وأقتل الأب وآخذ المال. ففعل ما أراد وأخرج الطفل خارج المنزل فلما بدأ المطر يتساقط سمعت الأم صراخ طفلها خارج المنزل في أقصى المزرعة فقالت لزوجها:إني أسمع صراخ ابني خارج المنزل فكيف خرج َهو صغير لا يستطيع المشي!!تعال معي لنأخذه فقال الزوج: اذهبي أنتِ وأتي به قالت:لا أنا أشعر أنّ في الأمر ريب إنّ ابني لا يستطيع المشي فكيف خرج!!؟ وأصرت على زوجها ليخرج معها والمطر يتساقط، فلما خرجا دخل

الجار يريد سرقة الصرة والزوجين وجدا طفلهما في أقصى المزرعة فرجعا إلى المنزل فوجداه قد سقط سقفه وتهدّم فقالا:سبحانك ربي ما ألطفك..إنّ الملائكة هي من أخرجت الطفل حتى لا نموت تحت الأنقاض ثم باتا ليلتهما عند أحد الجيران. فلما كان الصباح حدثت المفاجأة عندما عادوا للمنزل لأخذ أمتعتهم، وجدوا الجار ميتاً في المنزل وهو ممسك بصرة المال التي أراد سرقتها.

فسبحان الله خطّط وتجبّر فلمّا بلغ أعلى جبروته قصم الله ظهره وفضحه وهذا ما يستحقه كل جاحد عديم الأمانة. "ومَكَروا ومَكَرَ اللهُ واللهُ خَيْرُ المَاكِرينَ".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاظا أني معاه إن هج بهج , وإن حج بحج . الجمل والحصيني قصة طريفة تحاكي الواقع

حج أم هج ؟ حكاية طريفة جدااا

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح