حكاية من الضيعة (عنكليس)
حكاية من الضيعة
(عنكليس)
بيوم من أيام الصيفية كان رمضون الزاهية عامل قطعا صغيرة بغبيط الشلقة تحت الطاحون (يعني مقتطع جزء صغير من مجرى النهر ومحاوطه بحجار منشان يصيّد السمك الموجود فيه بواسطة نبات الحوز)وأنا شريكه بالعمل عم جبلو حجار ولململو خرا صفيدع (الأشنيات النهرية) وكل شوي روح عالخربة جيب حب حوز منشان ندقو ونسمم فيه السمكات الموجودين بالقطعا ، المهم ضلينا كل النهار لحتى غابت الشمس ونحن نخبط بالموي وماصيدنا شي ووقت قررنا نروح عالضيعة نطت من فوق حجار القطعا عنكليسة مبينة دايخة وهربت بمجرى النهر وصرنا نركض وراها أنا ورمضون بالميات القليلة متل المجانين بس كنا كل مامسكناها ولأنها لزجة كانت تفلت من بين دياتنا لحتى وصلت عالغميق وأختفت وصعب بقى فينا نمسكها ...
رجعنا عالضيعة مزعوجين كتير وكل الطريق عم نتعاتب ونتناقر أنا ورمضون هو يقلي : كلو منك يابو عيون مفلحصة ، وأنا قلو : كلو منك يا أفكش يابو ديات فكش وكنا راح نتقاتل لولا أنو وصلنا عالضيعة وقالولنا أمهاتنا : بوجهكن عالحمام غسلوا جرياتكن وداياتكن قبل ماتقعدوا ع طبق العشا لأنو ريحتكن زنخة وطالعة ريحة سمك سفر سنة ..
تاني يوم فيقني رمضون من صباحات الرب لننزل عالبستان بدو يسقي أرضياتهن وأنا كالعادة فقت ورحت معه رغم أني ماني مجبور وماني مضطر بس كنت إذا فقت ومالقيتو بالضيعة ضل ضايج لحتى يرجع ..
المهم بعد ماخلصنا سقاية رحنا لمحل ماكنا عم نصيد قبل بيوم وألا شفنا العنكليسة بأرض الغبيط ميتة وقالبة ع بطنا ، والله ماشفت رمضون غير زت حالو بنص الغبيط بتيابو وأنا عملت متلو وماعرفت شو اللي دفعني لزت حالي وراه رغم أنو العنكليسة ميتة وماراح تهرب ، كنا نقول عنكليس بدال حنكليس ومابعرف ليش ..
المهم طالع رمضون العنكليسة وصار يشمشم فيها أنو بلكي منزوعة وطالعة ريحتا ، قلي : أفيها شي ومبين هالدقيقة ميتة وفينا نبيعها ...
راح حطا بمشكيك ورحنا ع صافيتا مكيفين عليها أترة هو يحملها وأترة أنا أحملها وكل ماحدا سألنا عن حقها نقلو : من الأخير ٥٠٠ ليرة عأساس يعني منطلب كتير وقد مانزلونا بالسعر بتضل موفاي معنا ...
ماحدا عطانا ٥٠٠ لحتى أجا زلمة مربوع وقصير وحواجبه عراض بيتمشطو بالمشط وعراسو طاقية قش منسلة ومقفوعة من قدام وبتمو سيكارة محطوطة بمشرب سنديان فيه عقد ولابس قميص خاكي مبين تحت باطو نشفان العرق وبقيان خط ملح أبيض عطانا فيها ٣٠٠ ليرة وقلنا أحسنلكم من النطرة بالشمس ..
وافقنا ع ال ٣٠٠ ورجعنا عالضيعة مشي منشان مانصرف من حقها ولا ليرة وكل واحد أخد ١٥٠ ليرة وصرنا كل يوم بعد الترويقة نروح ع دكان شحّود نشرب كازوزة دريكيش مع بسكوت غراوي لحتى خلصوا المصاري ...
الصورة من صفحة #كاميراد
تعليقات
إرسال تعليق