في قلبها، لم تكن الميدالية سوى قطعة معدنية… لكن في مكانٍ ما، كان هناك طفل صغير يُصارع من أجل الحياة.
بعد أيام قليلة فقط من انتهاء أولمبياد طوكيو 2021، وبينما كانت تحتفل بولندا بفوزها التاريخي، كانت البطلة الأولمبية ماريا ماجدالينا أندرييتشيك، صاحبة الميدالية الفضية في رمي الرمح، تفكر في شيء مختلف تمامًا عن المجد والشهرة.
في قلبها، لم تكن الميدالية سوى قطعة معدنية… لكن في مكانٍ ما، كان هناك طفل صغير يُصارع من أجل الحياة.
ميليوشيك ماليشا، طفل بولندي يبلغ من العمر 8 أشهر فقط، وُلد بعيب خلقي خط*ير في القلب، وكانت فرص نجاته تعتمد على عملية جراحية عاجلة في الولايات المتحدة، بتكلفة تتجاوز 120 ألف دولار.
لكن الوقت كان يداهم عائلته، والمال لم يكن كافيًا.
ماريا، التي سبق وخاضت معركة شخصية مع مر*ض السر*طان وتغلبت عليه، عرفت تمامًا معنى الأ*لم والخوف والرجاء. وبدون تردد، أعلنت أنها ستقوم ببيع ميداليتها الأولمبية الفضية في مزاد علني، كي تساهم في إنقاذ حياة ميليوشيك.
رد الفعل كان مذهلًا… شركة المتاجر البولندية الشهيرة Żabka دخلت المزاد وفازت به، مقدمة 125 ألف دولار لتمويل الجرا*حة. لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، بل أذهلت الجميع حين أعلنت أنها ستُعيد الميدالية إلى ماريا، وقالت في منشور مؤثر على فيسبوك:
"لقد تأثرنا بعمق بهذا التصرف النبيل والمُلهم من بطلتنا... وقررنا أن تظل هذه الميدالية الفضية في مكانها الصحيح — مع ماريا، التي أثبتت أن العظمة لا تُقاس بالمعدن، بل بالقلب."
ماريا لم تحصل فقط على ميدالية فضية… بل نالت قلوب الملايين حول العالم، الذين رأوا في تصرفها صورةً حقيقيةً للبطولة، تلك البطولة التي لا تُقاس بالأرقام، بل بالرحمة، والتضحية، والإنسانية.
تعليقات
إرسال تعليق