العصفور الجريح ..قصة قصيرة




 العصفور الجريح


في صباحٍ ربيعي دافئ، خرج الطفل "آدم" ليلعب في الحديقة القريبة من بيته. بينما كان يركض بين الأشجار، سمع صوت زقزقة ضعيفة تأتي من بين الأعشاب.


اقترب بحذر، وإذا به يرى عصفورًا صغيرًا مكسور الجناح، يحاول الطيران بلا جدوى. توقف آدم، وبدلاً من الاستمرار في اللعب، جلس بجانبه.


أخرج من جيبه قطعة قماش صغيرة، ولفّ بها جناح العصفور بلطف، كما رأى أمه تفعل حين يجرح نفسه. ثم حمله بين يديه وركض إلى البيت.


قالت له أمه:

– "لن تستطيع إبقاءه معك إلى الأبد، لكنه يحتاجك الآن."


أحضروا له صندوقًا صغيرًا، وضعوا فيه قطنًا وطعامًا وماء، واعتنى به آدم يومًا بعد يوم.


وبعد أسبوعين، بدأ العصفور يرفرف بجناحيه بقوة. فهم آدم أن الوقت قد حان ليعود إلى السماء.


خرج معه إلى نفس الحديقة، فتح يده، وقال بهمس:

– "أشكرك لأنك علّمتني معنى الرحمة."


طار العصفور، ودار فوق رأسه كأنه يودعه، ثم اختفى بين الغيوم.


ومنذ ذلك اليوم، لم ينسَ آدم أبدًا أن أعظم قوة يملكها الإنسان… هي قلبه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هاظا أني معاه إن هج بهج , وإن حج بحج . الجمل والحصيني قصة طريفة تحاكي الواقع

حج أم هج ؟ حكاية طريفة جدااا

يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح .. فكيف نداوي الملح إن فسد الملح